– وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن المطر: (مطرنا بفضل الله ورحمته، اللهم صيبا نافعا)، وهذا يدل على أن المطر قد يأني لخير وقد يأتي لشر، فيجوز استخدامه في كل من المعنيين، كما أنه يأتي في غير حاجة إليه ولا دعوة. الغيث: يحمل نفس المعنى للمطر من حيث أنه نزول قطرات المطر من السماء، ولكنه المعنى اللغوي للغيث هو الإغاثة والمساعدة، وهذا المساعدة تحمل الخير دائما، فلم يستخدم الله تعالى هذه الكلمة إلا لكي يشير إلى الخير والرحمة والنفع، والغيث هو المطر الذي يساعد المحتاجين وينجي الكثير من الكائنات، ونزل في الوقت المحدد ويكون نافعا جدا في هذا الوقت. – ويعرف الغيث على أنه المطر الغزير الذي ينزله الله سبحانه وتعالى فيغيث ويساعد في حالات الجفاف الشديد وبعد الانتظار الطول لنزول الغيث، وينجي من كاد يموت من العطش، وتستخدم كلمة الغيث كصيغة للمبالغة، كما تطلق كلمة غيث على السماء والسحاب وهو لفظ مجازي. الفرق بين المطر والغيث: – قدم القرآن الشريف فرق واضح بين الكلمتين، حيث عندما نقرأ القرآن ونتدبر فيه سنفرق من استخدام الغيث للخير فقط، حيث قال تعالى في كتابه الكريم (وَهُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِى الْحَمِيد).
فإن السؤال عن ذلك إنما يتوجه ، لو أن الله أوحى إلينا في كتابه: أن المنبه لن يدق ، فدق ، فهنا اختلف الخبر عن الواقع. وأما أن يعلم العبد بشيء سواء كان ذلك من أمر الماضي، أو الحاضر، أو حتى المستقبل الذي لم يقع ، فعلمه هو من طريقه ؛ فأي إشكال في ذلك مع كتابة كل ما هو كائن إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ؟! وعلى كل حال، فمرتبة الكتابة من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر ، وهي: الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن: - بأن للعبد مشيئة واختيارًا بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى: ( لمن شاء منكم أن يستقيم) التكوير/28 وقال: ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) البقرة/286. - وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته ، فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادرًا على التمييز والاختيار كما قال تعالى: ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير/29. وانظر في التفصيل الجواب التالي: ( 49004). فكونك ضبط منبهك ، وعلمت أنه (سيرن) ، فإنه إن (رن) فهذا قدَّره الله ، وخلقه ، وأنت توقعت حصوله ، وإلا فيمكن أن يحصل مانع لا يجعله يقوم بتلك المهمة ، وكل هذا مما كتبه الله وقدره.